-A +A
ماجد النفيعي (الطائف)
لا تخلو محافظة الطائف من الصبية الذين يقودون سيارات في الشوارع الرئيسية والفرعية على حد سواء، حيث يحتمون من رجال المرور بعائلاتهم، وكأنهم بديل لرخصة القيادة، فتجدهم يقودون مركبات كبيرة وصغيرة بصورة تدعو للغرابة وغير مألوفة في شوارعنا، تجعلك تشعر بالدهشة من اللامبالاة واللامسؤولية تجاه هذا الفعل الذي يحصد ضحايا كثر نتيجة ما يسببه هؤلاء الصغار من حوادث مرورية مؤلمة.


وفي الوقت الذي تواصل فيه الجهات الأمنية رصد المخالفات على السائقين النظاميين وتحرير المخالفات بحق المتجاوزين منهم، تشهد شوارع الطائف إقبالا كبيرا في التجول عبر المركبات من فئات السن الصغيرة والتي لا تتجاوز 17 عاما، وسط غياب الوعي الاجتماعي من أولياء الأمور في تسليم المركبات لأطفال لم يلموا بعد بالتعليمات المرورية وإرشادات السلامة، ناهيك عن الشعور بالمسؤولية، حيث يتم رصد تواجدهم بشكل كبير متجولين بشكل متهور بالقرب من المدارس والأسواق والمنتزهات، والبعض منهم تكاد لا ترى منه في مقصورة القيادة سوى رأسه من قصر قامته.
وتساءل العديد من أهالي الطائف عن الدور الأمني في كف يد هؤلاء الأطفال عن القيادة، في حين تحاول الكثير من الأسر أن ترمي عن عاتقها المسؤولية وضعها في رقبة الأطفال لم يبلغوا الرشد في التوصيل إلى الأسواق وقضاء الحاجيات، عندما يغيب الأب عن دوره في هذه المهمة، ويكون هناك حرج كبير للجهات الأمنية في تحرير المخالفات على الأطفال السائقين الذين يكونون في معيتهم عائلة، بمعنى أن رخصة الأطفال في القيادة هي العائلة، تجنباً لأي مواقف توقعهم تحت يد أبواك القسائم المرورية.
من جانبه أوضح لـ«عكاظ» مدير مرور الطائف العميد بدر بن ضاوي العتيبي أن هناك حملات مرورية تمثلت في رصد لتجاوز السرعة النظامية على طريق المطار والسيل والطريق الدائري، وكذلك رصد للسائقين المتهورين من مختلف الأعمار الذين يتجاوزون إشارة المرور الضوئية وهي باللون الأحمر، كما شملت الحملة حملات تفتيش لمحلات زينة السيارات التي تقوم بتظليل زجاج المركبات بطريقة مخالفة للتعليمات والشروط المنظمة وتركيب الأنوار الأمامية التي لا تنطبق مع المواصفات والمقاييس وتعد خطرا على مستخدمي الطريق، وقد نتج عن الحملة في يوم واحد فقط ضبط عدد 115 مخالفة سرعة وضبط عدد 64 مخالفة قطع إشارة، وضبط عدد 11 مركبة لتغيير ملامح المركبة وضبط خمسة محلات زينة للسيارات تحت مخالفة تظليل السيارات بطريقة غير نظامية، فيما لا تزال تلك الحملات المرورية مستمرة وبشكل يومي حتى نحقق الهدف العام وهو توفير الأمن المروري لمستخدم الطريق، مشيراً إلى أن هناك تطبيقا للتوعية ورصد المخالفات للسائقين صغار السن، وتنفيذ التعليمات بحقهم.
وأهاب العميد العتيبي بكافة السائقين الالتزام بتعليمات وإرشادات المرور، وإلى التعاون مع رجال المرور والبعد عن ارتكاب المخالفات المرورية التي تكون نهايتها غالبا مأساوية، ولن نتوانى نحن كرجال للمرور عن تطبيق النظام بكل حزم لكل من يخالف ذلك أو يعرض حياة الآخرين أو السلامة العامة للخطر.